الاثنين، أكتوبر ١٣، ٢٠٠٨

تـداعيــات مــؤتمـــر الكحيانيـن العام







أبدت بعض الجهات المراقِبة ارتياحًا كبيرًا لتجديد الخطاب الكحيان، ونبرته غير المألوفة ، وإيجابيته في الإحساس بالمشكلة والسعي إلى حلها بصرف النظر عن صحة هذا السعي أو سلامة ذلك الإحساس . ولقد رأت أن هذه الخطوة تدل على تلاحم المنظومة الكحيانة بقدها وقديدها بالمنظومة العامة، وعلى التزاقها الشديد بفكر العولمة والخصخصة والتعويم والغطس (والغطس مشتق ومنهوب من مصطلح الكتلة الغاطسة الذي سكه عالم الاجتماع المشهور حسن الساعاتي وقد عنى به كتلة الفقراء ) وأخيرًا أشادت هذه الجهات بارتفاع نسبة الشفافية في مجمل الحركة الكحيانة وأجهزتها وهو ما لا يتوافر لأضخم المؤسسات المصرية على ما تدعيه من شرعية .

وعلى صعيد آخر أبدت بعض الجهات تخوفها من الكحيانين ومؤتمرهم، وأبدت شكوكها في حسن نواياهم وقدحت في وطنيتهم ؛ وذلك لقيام مؤتمرهم على أسلوب الغمز واللمز، والفضح والتعرية ونشر ( الغسيل ) القذر، وأشارت بكلام شبه مؤكد إلى عمالتهم ووقوف جهات أجنبية وراءهم، ولم تستبعد أن يكون الكحيانون وراء خطف السياح في الجنوب ووراء الحرائق الغامضة والانهيارات المدمرة التي منيت بها مصر مؤخرًا وكذلك السحابة السوداء التي سوف تهل في الأيام القادمة . وفي الوقت نفسه صب بعض المنتفعين من طبقة الكحيانين الجدد المعروفة بالطبقة المتحولة ( متحولة لأنها حققت طفرة كبيرة باختراقها للتقسيم الطبقي الراسخ في مصر وتحولها من طبقة معدومي الدخل التي تمثل 90 بالمئة من الشعب إلى طبقة محدودي الدخل التي تلقى عناية فائقة من الدولة في خطاباتها وبرامجها الفعالة ووعودها العرقوبية وخططها ذات الأمداء : الطويلة والمتوسطة والقصيرة ) صب هؤلاء جام غضبهم على الكحيان وكل من شاركوا في المؤتمر، لأنه شوه صورتهم أمام الرأي العام العالمي وأمام السياح والأجانب الوافدين، وجلب شماتة الأعداء من اليهود والأمريكان والشيعة ومن لف لفهم؛ ولكن بعض المحللين أرجع غضب هؤلاء المتحولين إلى تضررهم من العيون التي سوف تبث حولهم من أجل مراقبتهم والتلصص عليهم وكتابة التقارير السرية فيهم وإحالتهم إلى مجالس تأديبية أو إلى محاكم عسكرية لا يرد قضاءها راد؛ وذلك لأن مؤتمر الكحيانين قد لفت الأنظار بقوة إلى ظاهرة الدروس الخصوصية في الجامعة
.

أما من جهة الفتاوى التي أفتى بها الكحيانون ، فقد أيدت بعض الجبهات الشرعية المستقلة ذاتية التمويل فتوى الكحيانين، ورأت أنها موافقة للأصول الشرعية، وأن الكحيانين ممن يملكون تحقيق المناط وإنزال الأحكام في مثل هذه المسائل ، فهم أهل الذكر في هذا الشأن، وأشارت إلى أن في الأمر تيسيرًا على الخلق ورفعًا للبلاء ودفعًا للغلاء، وأنه يقوم على تبادل المنافع مع انتفاء الضرر في حق الطرفين وانتفاء شبهة الاستغلال. ودعت إلى ضرورة التوسع في هذه الخطوة الطيبة المباركة وتعميمها في كافة هيئات التدريس . وتجدر الإشارة هنا إلى أن مفكرًا كبيرًا من مفكري الكحيانين ممن يتوارون عن الأنظار ويعملون في الظل قد أبدى استياءه من ضحالة الفكر الحكيان المعاصر ، وأشار إلى ضرورة إيجاد حلول إبداعية لمشكلاته الوجودية والغذائية ؛ فإنه مازالت هناك – على حد تعبيره- كنوز كثيرة لم تفض مغاليقها بعد ، ولقد تفتق ذهنه في أثناء الحديث عن فكرة عبقرية مدهشة ، وهي أن يقوم الكحيانون بالتوسع في استغلال الدارسين العرب – الخليجيين على الأخص - وقد أفاض في الحديث عن هذا الجانب وكشف عن الكثير من المستور والمسكوت عنه، وهو ماينوي الكحيانون إفراده بحديث منفرد إن تيسر الأمر .